“كبشر, فالوجوه واحدة من أهم المؤثرات البصرية, وهي الحقيقة التي أصبحت ظاهرة في التجمعات البشرية – كفصيلة فنحن نراقب وجوه بعضنا بطريقة مستمرة وتقريبا هاجسية, معيرين انتباها شديدا إلى التفاصيل الدقيقة التي ربما تبصرنا بالحالة النفسية, مدى الارتباط أو مواضيع الاهتمام في مجتمعاتنا” ¹
هناك الكثير من الدراسات الاجتماعية, والأنثرلوبولوجية, والسلوكية, والتطورية, والنفسية والتي تركز على وجه الإنسان, إدراكه, ودوره في المجتمع. في هذا المقال لن نقوم بالتحدث عن ذلك, ولكن على عملية الشيخوخة الطبيعية في الوجه. ومع ذلك فإن هذا الاقتباس هنا ليذكرنا بالأهمية الكبيرة لمظهرنا. بالرغم من أن الجمال الداخلي هو النوع الأعمق للجمال والذي لا يتلاشى بالكبر, فالجمال الخارجي يؤثر علينا بشدة في حياتنا اليومية, فليس من المثير للتساؤل أن كثيرا من الناس يبحثون باستمرار عن طرق لتحسين مظهرهم.
الشيخوخة عملية فسيولوجية تحدث بسبب رئيسي نتيجة النقص في حجم والدعم الميكانيكي للأنسجة, لكن لما تحدث؟ هذه العملية غير مفهومة بالكلية حتى الآن, لكن يمكن تلخيصها في:
- تغير في انتاج الهرمونات (كأثناء سن اليأس عندما تنخفض مستويات الأستروجين بينما ترتفع نسب الأندروجين مسببة تغيرات في الجلد والبشرة)
- انخفاض معدل الأيض والذي بدوره يسبب تخزين الدهون في أماكن غير مرغوبة
- انخفاض الدهون تحت الجلد, مما يؤثر على الدعم الميكانيكي للجلد
- ضمور العضلات مؤثرة على الحجم والدعم
- ارتشاف العظم مما يؤثر مرة أخرى على الحجم والدعم
- نقص قدرة الخلايا على التكاثر
- نقص قدرة الخلايا على إصلاح الحمض النووي
- الشيخوخة
- ضعف النسيج الضام مسببا إسقاط بعض التركيبات مثل مقدمة الأنف
- نمو الغضاريف, مثل غضروف الأذن مما يجعل الأذن أطول ,وأقل جمالا
كل هذه التغيرات في حجم, وشكل, وتناسق الأنسجة يساهم في الكيفية التي نبدوا بها عندما نكبر. بعض العوامل الجينية تؤثر في الطريقة التي نكبر بها وأيضا في متى نكبر.
الشيخوخة أيضا قد تتسارع بواسطة عوامل بيئية واختيارات في أنماط حياتنا مثل:
- التعرض للشمس (الأشعة فوق البنفسجة A و B و C)
- تعاطي الكحول
- تعاطي المخدرات
- التدخين
- التوتر
- الحرمان من النوم
- التلوث
- التعرض لأشعة الأوزون
- وجبات غير متزنة
هنا حيث نلعب الدور الأكبر في الكيفية التي نبدوا بها عندما نكبر. وهنا حيث يمكننا أن نصنع الفارق في النتيجة باختيارات وإجراءات بسيطة:
وضع واق للشمس بشكل يومي يمكنه أن يصنع فارقا هائلا على مظهرنا. لا يجب علينا أن نفكر به فقط عندما نذهب إلى الشاطئ! الأشعة فوق البنفسجية هي عامل مهم في حدوث سرطانات الجلد أيضا. تذكر أن تعيد وضعه بعد السباحة, التدرب أو إذا تعرضت لمدة طويلة لأشعة الشمس. ضع ملابسا واقية أيضا كالنظارات الشمسية والقبعات. التقليل من تناول الكحول. الكحول يدمر ويصل لكل خلية في جسدنا.
توقف عن التدخين. ليس فقط للحفاظ على بشرتك, ولكن أيضا لتقليل مخاطر الأمراض لنا وللناس من حولنا.
تأقلم مع الضغط بالطريقة الصحيحة (الـتأمل, اليوجا, الجري, التحدث مع صديق, تناول وجبة, …هناك الكثير من الطرق لتجنب التآكل من الداخل من التوتر)
حاول النوم لتسع ساعات لكل ليلة. كل جسدنا وأجهزته سيستفيدون من ذلك.
استعمل المطهرات والمرطبات لإزالة الملوثات من جلدك واستعادة وظيفته الحاجزة سهولة وسرعة وبتكلفة قليلة.
تناول فيتاميناتك! مضادات الأكسدة تلعب دورا كبيرا في محاربة الشوارد الحرة, مثل أنواع الأكسجين التفاعلية الخطيرة, والتي تنتج بواسطة كل هذه العوامل الموجودة في قائمة الاسباب الخارجية للشيخوخة.
الخيار الغير جراحي
بالرغم من عدم وجود علاج متاح لعكس الشيخوخة, في هذه اللحظة وجدنا طرقا عديدة لنخفف العملية ونواجه التغيرات بطرق علاجية وجراحية:
العلاج الغير جراحي يشمل:
- أدوية للبشرة / ادوية تجميلية
- تسحيج الجلد
- التقشير الكيميائي
- التجديد الاستئصالي بالليزر
- تجديد السطح بالليزر
- التجديد الغير استئصالي بالليزر
- العلاج بالضوء النابض المكثف
- العلاج بالأشعة تحت الحمراء
- العلاج بالصمام الثنائي الباعث للضوء
- العلاج بترددات الراديو
- العلاج بالموجات فوق الصوتية
- المعدلات العصبية (السموم العصبية) مثل البوتوكس
- حشوات ذاتية (مواد مأخوذة من أنسجة المريض, مثل الأنسجة الدهنية المستعمل في تطعيم الدهون الذاتي)
- حشوات بيولوجية² (مواد تؤخذ من مصادر عضوية مثل حشوات حمض الهيالورونيك)
- الحشوات الغير عضوية (حشوات صناعية تحتوي على السيليكون, بولي ميتاكريليت الميثيل, بولي أكريليمايد, بولي إل حمض اللاكتيك, هيدروكسيباتيت الكالسيوم وغيرهم)
سنتحدث بعناية عن كل هذه العلاجات في المنشورات القادمة.
¹ A Comparative View of Face Perception
David A. Leopold and Gillian Rhodes
J Comp Psychol. 2010 Aug; 124(3): 233–251
PMID: 20695655
² أمان المريض هو اهتمامنا الرئيسي. لذلك فنحن لا نقر لاستخدام الحشوات الصناعية. نتائج التجارب السريرية التي نشرت في الأوراق والأبحاث العلمية التي نشرت في هذا الموضوع ليست حاسمة بعد. علاوة على ذلك فبيانات وإحصائيات الأطباء التي نملكها ليست مكتملة بعد ونحتاج المزيد من الوقت للفحص والتقييم قبل إقرار العملية على اساس الجراح. بعض الآثار السلبية تم الإبلاغ عنها مثل التثاقل, الأورام الحبيبية, الهجرة, موت الخلايا والتشوهات.